حالات استخدام الذكاء الاصطناعي
حين يتعلق الأمر باستخدام التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي، من المهم بالنسبة للمؤسسات أن تحدد «حالة الاستخدام» التي تسعى إلى تطبيقها لضمان تحقيق النتيجة المرجوة. يركز هذا النهج بالأساس على القيمة التجارية الناتجة عن استخدام التقنية، وليس التقنية ذاتها. وتوجد حاليًا حالات استخدام ذكاء اصطناعي عديدة على مستوى صناعات متنوعة وتشمل:
برامج خدمة العملاء الآلية: يكمن الهدف في توفير خدمة العملاء من خلال برنامج تعلم يفهم احتياجات العملاء ومشكلاتهم. ويسعى إلى تقليل الوقت والموارد المستهلكة في الرد على استفسارات العملاء وحل مشكلاتهم. ويمثل هذا حالة استخدام منتشرة على مستوى عدة قطاعات مثل قطاعات البنوك، والتأمين، والتجزئة، والحكومة، والرعاية الصحية، والاتصالات، والإعلام. وتشمل الأمثلة روبوتات الدردشة على مواقع التجارة الإلكترونية، أو أدوات الذكاء الاصطناعي مثل «إيفا» التي يستخدمها بنك «الإمارات دبي الوطني» في دولة الإمارات.
الذكاء التنظيمي: يتيح الذكاء الاصطناعي للشركات معالجة الامتثال التنظيمي الفوري بشكل لحظي عبر تقديم رؤى يمكن التصرف على أساسها، مما يقلل المخاطر، ويعالج المشكلات عند ظهورها. وهذه الحالة بارزة على مستوى القطاعات المنظمة مثل قطاعات البنوك والمالية، والطاقة، والمرافق. كذالك يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة غسل الأموال، وأغراض كشف عمليات الاحتيال.
مستشارو البرامج ونظم التوصية: يستخدم الذكاء الاصطناعي/القدرات الإدراكية لدعم تفاعل المستخدم أو المعالجة عبر مطابقة احتياجات المستخدم مع المنتج أو الخدمة الأنسب له. وتستخدم هذه الحالة البنوك، وشركات التجزئة، والحكومات، وشركات التأمين، ومشغلي خدمات الاتصالات. وتشمل الأمثلة التوصيات التي تُقدم للعملاء بناء على مشترياتهم عبر الإنترنت، والطريقة التي تقترح بها البنوك وشركات التأمين المنتجات/الخدمات المناسبة بعد طرح مجموعة من الأسئلة على عملائها.
نظام الحماية والوقاية الالي الذكي: يُستخدم الذكاء الاصطناعي في معالجة تقارير المعلومات واستخلاص أجزاء المعلومات البالغة في الأهمية منها، وربط نقاط الاتصال بين المعلومات المختلفة مثل التهديدات التي تواجهها قواعد البيانات والنظم والمواقع وما إلى ذلك. وتشمل الأمثلة استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة الشبكات ورصد التهديدات.
نظم الاستخبارات الحكومية والتحقيق ومكافحة الإرهاب والدفاع: تُستخدم نظم الذكاء الاصطناعي في دعم الخدمات الأمنية على المستوى المحلي ومستوى الدولة والمستوى الاتحادي عبر تحديد التهديدات ضد الموظفين والأصول والبنية التحتية ورصدها والاستجابة لها. وتشمل الأمثلة استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين نظم المراقبة وإتاحة تحديد الهوية عند الحدود، وكذلك استخدام الروبوتات في تحسين الأمن بالأماكن العامة.
التشخيص والعلاج: يشمل هذا تشخيص الحالات وإتاحة العلاج المخصص للمرضى على المستوى الفردي من خلال توفير اّراء الترابط في مجموعات متنوعة من البيانات، ومنها السجلات الطبية، ونتائج التحليلات، والدراسات السريرية والأشعة.
نظام الصيانة الوقائية الآلي: يستخدم هذا النظام بيانات السجل الآلي من مصادر مختلفة، ويساهم بها في نموذج يقدم توقعات وتنبيهات خاصة باحتياجات الصيانة المحتملة.
توصيات عمليات المبيعات وأتمتتها: يعمل الذكاء الاصطناعي والمحركات الإدراكية مع نظم إدارة علاقات العملاء لمعرفة الأنسب للعميل بشكل فوري، وتوصية وكلاء المبيعات بخطوات هي الأنسب في كل حالة من أجل مساعدتهم في جذب العملاء أو إتمام عملية بيع.
التعلم التكيفي: يعدِّل هذ النظام كيفية تقديم المواد التعليمية بما يتلاءم مع أداء الطالب. وبذلك يتكيف مع الاتجاهات المختلفة بشكل فوري عند كل تفاعل يجريه الطالب أثناء الدروس وفيما بينها. وتوفِّر «ألف»، منصة الذكاء الاصطناعي في الإمارات، نظامًا تفاعليًا يتيح للطلاب تعزيز التعلم الذاتي.
أدوات المساعدة الرقمية لموظفي المعرفة بالمؤسسات: تساعد أدوات المساعدة الرقمية الموظفين في الإجابة على الأسئلة، وتوقع الأحداث المستقبلية، وتقديم توصيات داخلية متعلقة بمكان العمل. وتطبق هذه النظم الذكية تعلم الآلة على مجموعات كبيرة من البيانات، ما يعزز الابتكار، والتعاون، والإنتاجية الأكبر للموظفين، وبالتالي ترفع العائد من أصول المعلومات لأكبر حد ممكن.
تساعد حالات الاستخدام هذه المؤسسات في تحسين عملياتها لأقصى درجة ممكنة، وتحسين تجربة العميل/المستخدم، وضمان توفير التكاليف، بل وإيجاد منتجات وخدمات جديدة. وسيصبح الذكاء الاصطناعي منتشرًا على نطاق أوسع في المجتمع مع تضمين قدرات الذكاء الاصطناعي في الأجهزة الاستهلاكية، ووسائل النقل العامة، ونظم الرعاية الصحية، والتعليم، وخدمات المواطنين.