يشعر ملايين البشر حول العالم بأنهم يتعرضون للظلم في أماكن عملهم. وقد يتمثل هذا الظلم في تكليف بأعمال زائدة، عدم تقدير، أو غير ذلك. ولعل البعض قد ظن أن استبدال **ين بتقنيات الذكاء الاصطناعي والخوارزميات سينشر العدل في بيئة العمل.
ويمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تحل محل **ين البشر بالفعل، وتحديدًا من خلال ما يعرف بالإدارة عبر الخوارميات. وفي هذه الحالة يتم تكليف الموظفين بالأعمال بشكل أوتوماتيكي، ويتم مكافأتهم بناءًا على ما حققوه.
إلا أن الواقع كان مختلفًا عن التوقعات، حيث كشفت الدراسات أن الإدارة عبر الخوارزميات وعبر تقنيات الذكاء الاصطناعي لم تحقق نتائج أفضل.
إدارة الموظفين عبر الذكاء الاصطناعي
كشفت الدراسات عن عدد من النتائج. من بينها كره البشر لأن يتم إدارتهم من طرف الذكاء الاصطناعي والخوارزميات، وهذا من ناحية. من ناحية أخرى فإن الإدارة عبر الخوارزميات تميل أكثر للعمل بشكل مثالي مع الأعمال المصغرة بنظام القطعة وليس الوظاف المستمرة.
وتعتمد بعض المنصات على تقنيات مشابهة. ومثال على ذلك منصة أوبر والتي تعتمد على جمع البيانات في الوقت الحقيقي والمراقبة المستمرة للسائقين إلى جانب نظام التقييم وعدد من العوامل الأخرى التي يتم بناءًا عليها توصيل السائقين بالركاب المناسبين.
ومن ناحية أخرى فشركة أمازون تعتمد على نظام مشابه لإدارة عمل الموظفين ضمن المخازن الضخمة. كما تعتمد أيضًا على تقنيات المراقبة وجمع البيانات.
وطبقًا للدراسات التي تمت مراجعتها فأنظمة الإدارة عبر الخوارزميات، أو استخدام الذكاء الاصطناعي في الإدارة عمومًا، قد سهل بعض العمليات الرئيسية مثل المتابعة، تحديد الأهداف، إدارة الأداء، الجدولة، المكافأة، وحتى إنهاء التعقادات مع العمال.
وكشفت الدراسات السابق ذكرها، والتي يصل عددها إلى 45 دراسة، أن تأثيرات خوارزميات الإدارة على أظهرت تأثيرات أساسية، وهي تقليل التنوع والمهارات المطلوبة، تقليل استقلالية الوظائف، وزيادة الشعور بانعدام الأمان لدى الموظفين.
وظهرت مشكلة انعدام التنوع بوضوع في دراسة نشرت في عام 2017. والتي تمت عندما تمت متابعة عمل الممرضات الذين يزورون المرضى في بيتوهم. وكان على أولئك الممرضات أن يدرجوا المهام التي يقومون بها ضمن تطبيق مخصص لذلك.
وبناءًا على هذه المهمات يتم الدفع لهم، في حين أنهم كانوا غير قادرين على إضافة مهام أخرى غير تلك الموجودة والمحددة مسبقًا داخل التطبيق.
ومن ناحية أخرى فقد ظهرت مشكلة انعدام الاستقلالية مع أولئك الذين يعملون بشكل حر ويحددون مدة العمل بأنفسهم. لكن تبين لهم أنهم دائمًا سيكونو في حاجة للبقاء على اتصال بالنظام للتمكن من الوصول لأفضل الأعمال من حيث الدخل. إلى جانب أن خوارزميات الإدارة في مجال مثل قيادة الحافلات وسيارات النقل قد حصرت دور السائقين بشكل كبير.